مـ ج ــانين تــــامر حســـني.........
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـ ج ــانين تــــامر حســـني.........

منتدانا منتدى لكل عشاق و مجانين حبيبنا تامر........
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عذراء القبور ((الجزء 2))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
punky banbony
عاشق ذهبي
عاشق ذهبي
punky banbony


انثى
عدد الرسائل : 286
العمر : 30
الموقع : blackangels.yoo7.com
العمل/الترفيه : el mz77777777777 el t5weet surrrrrrrreeeeeeeeeee
المزاج : hay el 2yam el 9ra7a kteeeeeeeeeeeer mrta7a mabso6a i donno y
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

عذراء القبور ((الجزء 2)) Empty
مُساهمةموضوع: عذراء القبور ((الجزء 2))   عذراء القبور ((الجزء 2)) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 12, 2008 3:44 am

وصل الرجلان إلى المدفن ، كانت الغيوم السوداء الكثيفة قد حولت هذا الصباح الجنائزي إلى لوحة مخيفة من الليل الداكن .. وكانت شواهد القبور تنطق بالحقيقة الوحيدة في حياتنا ..
ـــ كم أنت قريب أيها الموت رغم أننا لا نراك ..أو على الأغلب لا نريد ان نراك ـــ .
كان الرجلان صامتين ، والمحامي يحاول - استعدادا لأي مفاجأة محتملة - أن يبدو صلبا عنيدا ، على الأقل أمام أبو يوسف .
ــ أنت تكتب رواياتٍ تنشر الرعب بين القراء ، فهل ستسمح لنفسك بأن تبدو مذعوراً أمام احد قرائك ؟ ـــ
ما إن اقترب الإثنان من قبر حنان ، وقبل أن يتمكن أبو يوسف من رفع يديه لقراءة الفاتحة ،حتى انهمر سيل المفاجآت كصاعقة مباغتة ..
كانت المفاجأة الأولى هي الكفن الأبيض - الرمادي - كان مرميا على القبر وملفوفا كأنه يغطي شيئا تحته
ـــ الم تكن تكفيك هذه المفاجأة أيها المحامي الشجاع ؟ حسنا ، اليك الثانية :
رفع الأستاذ خليل الكفن المهترء ، هاهو المعطف الأسود ، مرتب ومصفوف على جرائد ..لا إنهما جريدتين فقط ..
ـــ كم سيحتمل قلبك المسن من مفاجآت أيها المحامي العتيد ..ربما إن إجتاز قلبك الحديدي المفاجأة التالية ، سيصبح المجهول القادم أسهل وطأة ً مما مضى على دقاته المتسارعة ـــ
كانت الجريدة الأولى صفراء اللون ، ومن إصدار قديم ،اصدار بتاريخ سابق لهذا اليوم بتسع سنوات ..على الصفحة الأولى ، من الأسفل مربع متوسط الحجم .. إنه نعي وفاة حنان إثر حادث دهس ٍ مفجع، ولأن الفتاة كانت محبوبة لدى جمعيات البر والإحسان ، فقد كان النعي باسم جمعية رعاية الأطفال المصابين بالسرطان..
ـــ هاهم الملائكة الصغار يزفون حبيبتهم العذراء في أجمل عرس ٍ للموت كان عليك أن تراه أيها الكاتب المغرور .. ترنح الأستاذ خليل قليلا ، وشعر بأن قواه بدأت تخور
ـــ لملم شجاعتك أيها الفارس الصنديد .. لم يبق سوى مفاجأة أخيرة وصغيرة فلا تسمح لها بأن تكون القاضية ـــ .
تناول الاستاذ خليل الجريدة بيدين ترتعشان ..كانت الجريدة مفتوحة على الصفحة الرابعة ، أعاده الخبر الى عشر سنين خلت ،وأطبق على عينيه كالمطرقة ، لم تعد عيناه تشاهدان بوضوح ، لكنه اضطر إلى قراءة الخبر ليقنع نفسه بأنه مازال على قيد الحياة ..
*صدور الحكم النهائي بالدعوى المقامة من المحامي خليل القوادري ، على أحد الجمعيات الخيرية، لصالح المدعي ، بعد أن كان المحامي قد ادعى بأن الأرض أساسا مملوكة لجده سليمان باشا القوادري *...
تراخت ساقا الأستاذ خليل .. وبعينين نصف مغمضتين رأى نفقا بعيدا مظلما ، ونورا يسطع في آخره وسمع صوتا عاد بذاكرته الى يوم امس ..آخر عبارة سمعها من حنان قبل أن تغادر سيارته ..كانت تقف في آخر النفق ..يا آلهي ! كيف أمكنني أن اسمعها وهي أبعد مما يمكن لعينيّ أن ترى .. إنني أسمعها بوضوح ..(إلى اللقاءأيها الرجل الطيب ) وكان آخرما رأه هو أبو يوسف يمد يديه محاولا رفعه , قبل ان يسقط على الأرض مغشيا عليه .....
كان صباح اليوم التالي مشرقا على غير العادة ، وكان أبو يوسف جالسا على الفراندا يتناول قهوته الصباحية ..لم تكن لفحات البرد تمنعه من الأسترخاء تحت أشعة الشمس بعد أن اضناه التعب عقب تلك الليلة المشؤومة والغريبة حتى بأدق تفاصيلها ..كان قد قضى اليوم كله و الساعات الأولى من ليلة أمس في المستشفى مع الأستاذ خليل بعد أن أسعفه بصعوبة ،وتحاشى طوال اليوم الفائت سرد حقيقة ما حدث لأحد حتى لزوجته الطبيبة ، ثم عاد الى بيته ليأخذ قسطا من الراحة ، ريثما يعود للإطمئنان عليه مساء هذا اليوم ..
رفع أبو يوسف الصحيفة اليومية من تحت صينية الشاي ..أصبحت الصحيفة شبحا ينذر باقتراب النهايات المؤلمة ..في الصفحة الأولى وبخط عريض قرأ هذا الخبر المؤلم :
ـــ إتحاد المحامين العرب واتحاد الكتاب العرب ينعون إليكم ببالغ الأسى والحزن ، وفاة المع كتاب روايات الجريمة وقصص الرعب الأديب والمحامي الدكتور خليل القوادري ، أستاذ القانون الدولي المعروف ، إثر نوبة قلبية داهمته صباح أمس أثناء زيارته لمدفن الإيمان على طريق بيروت الرئيسي ..إن لله وإنا اليه راجعون
- رحمك الله يا أستاذ خليل ..رددها أبو يوسف بصوت منخفض رتيب .. وتابع بصوت غير مسموع وكأنه يعرف سراً لا يعرفه أحد غيره
- ايه .. يمهل ولا يهمل ..ثم رفع صوته مناديا زوجته :
- علينا العودة قبل خروج الجنازة من المستشفى ..والغيوم بدأت تغطي السماء ..أسرعي يا أم يوسف قبل أن تمطر مرة ثانية –..
نهض أبو يوسف ليرتدي ثيابه على عجل إستعدادا لزيارة قبر ابنته حنان ، عذراء القبور .
تمــــــــــــــــــــت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عذراء القبور ((الجزء 2))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـ ج ــانين تــــامر حســـني......... :: قسم الرعــــــــــب...!! :: قصص الخيال المرعبـــة...-
انتقل الى: