انتهي من مصافحة المعزيين..!!
و أبقى أنا و أخوي في البيت..؟؟
يتقدم نحوي أخي الصغير و عندما يصل بقربي يبدأ بالحديث قائلا : أغلق باب البيت و تعال بعدها إلى غرفة الجلوس فهناك موضوع نريد أن نطلعك عليه ..؟؟
و بعدما انتهى أخي من كلامه أتحرك متوجها نحو الباب و أقوم بغلقه و أتقدم بخطوات بطيئة نحو غرفة الجلوس و الحزن يغمرنني بسبب وفاة والدي و عندما أصل لغرفة الجلوس أوجه أنظاري للغرفة لأجد أخوي الاثنين جالسين و معهما محامي والدي المتوفى و يجري بينهما حديثا معين فاقتربت منهم و جلست أنا أيضا و قالت و أنا أوجه أنظاري للمحامي : هل هناك إجراءات أخرى علينا أتخذها يا حضرة المحامي و تريد أن تطلعنا عليها ..؟؟
فيرد المحامي قائلا : نعم هناك إجراء و هو إجراء يحدث في أي حالة وفاة ..؟؟
فقالت له على الفور : ما هو أرجوك أطلعني عليه فكما تعلم أنا أكبر أخوتي هنا و أنا المسؤول هنا.
فيرد المحامي قائلا : أنها معاملة الميراث فالمرحوم يملك ثروة طائلة حصل عليها من تجارته الناجحة .
فيرد أخي الصغير : نحن نريد أن تنتهي معاملة الميراث بأسرع وقت ممكن فأنا لدي أعمال أقوم بها و أحتاج للميراث و كذلك أخي يريد الزواج و يريد العمل معي أيضا بالتجارة .
فأرد قائلا و أنا أوجه أنظاري نحو أخوي الاثنين : أن الميراث حق من حقوقكم و لكن الآن انتهينا من مراسيم العزاء ماذا تريدون أن يقولون الناس عنا ..؟؟
يرد المحامي قائلا : لا تخف أن هذه المعاملة سريعة و أنا عملي لا يعرف به أحد سواكم أنتم فقط .
فيرد أخي الأصغر : نحن نحتاج للمال فلماذا تقف بطريقنا ..؟؟
فأرد و علامات الغضب ظاهرة على صوتي : أنا لا أهتم بالمال و لكن ليس الآن وقت الحديث بالميراث.
فيرد المحامي قائلا وهو يخرج ورقة بيضاء و قلم و يضعها على الطاولة إمامي : وقع على هذه الورقة و أنا سوف أتولى الباقي .
فأرد على المحامي قائلا : مثلما تريد و لكن أنا لا أريد أي مال من ميراث والدي فدع أخوي يحصلان عليه .
و بعد انتهاء كلامي أمسكت القلم و وقعت على طرف الورقة البيضاء و خرجت من البيت مسرعا بسبب غضبي على فعل أخوي المخجل و ركبت سيارتي و انطلقت متوجها لأي مكان أرتاح فيه .
توقفت عند إحدى الحدائق العامة و بقيت جالسا في سيارتي و الساعات تمر حتى رن هاتفي النقال فقمت بالرد على المكالمة لأجد المحامي يقول لي : تعال إلى المستشفى بسرعة أرجوك ..؟؟
فأرد قائلا : ماذا حدث ..؟؟
فيرد المحامي قائلا : لا تسألني فقط أسرع إلى المستشفى هيا..؟؟
فأشغل سيارتي و أنطلق بكل سرعتي متوجها نحو المستشفى و أنا لا أعرف ما الذي حدث..!!
دخلت إلى المستشفى مسرعا فوجدت المحامي جالسا و جروح مختلفة على جسده فقالت له : ما الذي حدث أخبرني و ما بك …؟؟
فيرد المحامي بصوت يبدو عليه التعب : بعدما خرجت من البيت خرجت أنا و أخويك و ركبنا سيارة أخوك الصغير و أخويك ركبا في مقدمة السيارة و للأسف تعرضنا لحادث بسبب سرعة أخوك الصغير .
فأرد قائلا و أنا مصاب بالذعر و الخوف : و ما الذي حدث لأخوي الاثنين أجبني ..؟؟
ترتسم علامات الحزن على وجه المحامي و تنزل من عينيه الدموع و يرد قائلا : أنهما في حالة خطرة و هما في غرفة الإنعاش الآن .
و بعدما انتهى المحامي من كلامه أجد شخصا يقف بقربي و علامات الحزن ظاهرة عليه و يقول لي و للمحامي : للأسف لقد توفى المصابين بسبب نزفهم الشديد و تعرضهم لصابات عديدة في مختلف جسديهما.
فيرد المحامي و الدموع تنهمر بغزارة من عينيه : كانا يريدان أن يحصلان على الميراث و لكن القدر قدم لك ميراثهما و حزن كبير يضاف لك.